وزير الخارجية الإماراتي يطالب الجزائر بتقديم تسهيلات أكبر لمستثمري بلاده

2014-05-09

الجزائر – الأناضول: طالب عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، من الحكومة الجزائرية بذل جهود أكبر في تقديم تسهيلات لمستثمري بلاده.


وقال عبد الله بن زايد، خلال ترأسه مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة أعمال الدورة الثانية عشر للجنة المشتركة الجزائرية-الإماراتية التي عقدت أمس الأول في العاصمة الجزائر، ان هناك فرصا إقتصادية مهمة للغاية في المجال الإقتصادي، والتجاري، والسياحي، والخدمي، غير مستغلة تماما بالجزائر.


وأضاف بن زايد أنه من غير الطبيعي ان يكون حجم التبادل التجاري بين الإمارات والجزائر 500 مليون دولار فقط، في الوقت الذي تربط بين البلدين علاقات قوية جدا.


وأوضح عبد الله أن هناك فرصا قوية للتعاون بين رجال أعمال البلدين، لاستهداف أسواق جديدة في أوروبا وآسيا. ”
ويزور عبد الله بن زايد آل نهيان الجزائر منذ الأربعاء الماضي الجزائر على رأس وفد كبير تضمن عددا هاما من رجال الأعمالا ورؤساء الشركات الإماراتية.


وشدد وزير الخارجية الإماراتي، أمام نظيره الجزائري ورؤساء شركات جزائرية، على ضرورة المضي قدما بالتعاون الإقتصادي بين البلدين، والإستثمار في جميع المجالات، وخاصة في مجالات الطاقة، والصحة، والصناعات الدوائية، والنقل، والخدمات، والبنوك، والبحث العلمي، والتعاون العسكري، وإدارة الموانئ، والطاقات المتجددة. كما أشار إلى ضرورة رفع عدد الرحلات الجوية اليومية المباشرة بين البلدين.


يقول رجال أعمال إماراتيون ان الإستثمارات الإماراتية في الجزائر واجهت جملة من العراقيل الإدارية غير المباشرة. وتسببت العراقيل الإدارية في إفشال إستثمارات إماراتية كبيرة في الجزائر، في مجال الخدمات المالية، والبنوك والسياحة، والانشاءات، والصناعة.


وفي عام 2009 اضطرت مجموعة ‘إعمار ‘ الإماراتية إلى الخروج بإستثماراتها من الجزائر، بعد حملة شرسة من ‘اللوبي الفرنكوفوني ‘ المسيطر على الإدارة الإقتصادية في الجزائر.


ويملك اللوبي الفرنكوفوني في الجزائر، مجموعة من الأدوات للضغط، ومنها الجرائد التي تصدر باللغة الفرنسية.
وتسيطر الجرائد الصادرة باللغة الفرنسية، على حوالي 40”من المشهد الإعلامي، وهي أكثر تأثيرا في صناعة القرار السياسي، من نخبة نافذه بالكاد تنطق باللغة العربية. ‘


ويقول رجال أعمال تجزائريون لهم شراكات إماراتية ان إستثمارات الإمارات تعرضت إلى حملة شرسة خلال الولاية الرئاسية الأولىللرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وفي 2002 و2003 كان رجل الأعمال الإماراتي محمد بن على العبار، رئيس مجلس إدارة ‘إعمار ‘، هدفا مباشرا لهجوم من جريدة ‘لوماتان ‘ الصادرة بالفرنسية، التي إتهمته بالفساد، مما دفعه لتفضيل الإنسحاب من السوق الجزائري.
وأشار الوزير عبد الله بن زايد إلى أن بلاده حاضرة في الجزائر، من خلال مجموعاتها الإستثمارية الكبيرة، ومنها شركة الإمارات الدولية للإستثمار، ومجموعة موانئ دبي العالمية، و ‘مبادلة ‘، و ‘إعمار ‘، وشركة الصناعات الدوائية جلفار، ومجموعة القدرة القابضة، ومجموعة ‘آبار ‘ بالإضافة إلى الحضور القوي في مجال البنوك من خلال مصرف السلام.

وأوضح الوزير الإماراتي أن هذه المجموعات الإستثمارية الإماراتية على إستعداد للإنطلاق بقوة في الجزائر، بفضل التسهيلات الممنوحة لها من الحكومة، وخاصة بعد توقيع سلسلة من التفاهمات بين البلدين، خلال الدورة الثانية عشر للجنة المشتركة التي تم رفع مستوى الإشراف عليها إلى مستوى وزراء خارجية البلدين، بعد أن كان الإشراف عليها يتم من قِبَل وزراء الإقتصاد والمالية.


وكان وزيرا خارجية البلدين قد وقعا يوم الأربعاء الماضي ثماني إتفاقيات هامة، في المجالات الإقتصادية، والتجارية، والضريبية، والجمركية، والمصرفية، والطاقة، والصناعات الدوائية، إلى جانب اتفاقيات تغطي المجالات الثقافية والعلمية والإعلامية.
كما تضمنت الإتفاقيات الموقعة، من قبل وزيري خارجية البلدين، وثيقة تضمنت الصيغة النهائية لرفع مستوى الإشراف على اللجنة المشتركة بين البلدين، وإتفاق لعقد إجتماع دوري لرجال الأعمال بين البلدين، وإتفاق لمنع الإزدواج الضريبي.
وشملت الإتفاقيات الموقعة أيضا، إتفاق على إجتماع اللجنة الجمركية المشتركة، وإتفاق لعقد إجتماع سيعقد في أبو ظبي لبحث ملف الإستثمار، وإتفاق لمعادلة الشهادات العلمية الجامعية، فضلا عن إتفاقات تعاون في المجالات السياحية، والبرلمانية، والعسكرية، وكذلك التعاون في مجال الأرشيف الوطني.
ومن القطاع الخاص وقع مدير مجمع صيدال للصناعات الدوائية في الجزائر، بومدين درقاوي، ورئيس مجموعة جلفار سعود النعيمي إتفاقا للتعاون بين الشركتين.
وأعلن وزير الخارجية الجزائرى، رمطان لعمامرة، أن التوقيع على هذا العدد الهائل من النصوص القانونية، لتأطير التعاون بين البلدين، سيعطي ديناميكية متجددة لعلاقات الدولتين، في المجالات الإقتصادية، والتجارية، والإستثمار، والموارد البشرية، مما سيفسح المجال للمضي نحو إقامة شراكة متكاملة الجوانب.


وقال لعمامرة أن الاجتماع سمح للطرفين بإجراء تقييم موضوعي شامل لعلاقات البلدين، وتقييم نتائج الدورات السابقة بشكل يسمح بإعداد برنامج مستقبلي واعد، يتناسب والنتائج الإيجابية التي تحققت في مجالات الطاقة، والخدمات، والمالية، والصناعة، والسياحة، مشددا على التزام الجزائر، بتحسين ظروف استقبال الإستثمارات الإماراتية، ودعمها وتشجيعها، ومرافقتها وحمايتها.

ينوي هذا الموقع استخدام ملفّات الارتباط لتحسين الموقع وتجربتك. في حال استمرّيت بتصفّح الموقع، أنت توافق على قبول استخدامنا لملفّات الارتباط. إذا أردت الحصول على المزيد من المعلومات و/أو لا تريد وضع ملفات ارتباط عند استخدام هذا الموقع، ترجى مراجعة سياسة ملفات الارتباط